إن القول المشهور للمرجئة أنه لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله، وسبق أن بينا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: (لا يعلم لها قائل معين، ولم يصرحوا هم بذلك في كتبهم) وهذا من الإنصاف والعدل، ونحن مع شدة عداوتنا وبغضنا للإرجاء وردنا على المرجئة إلا أننا لا نظلمهم، فهذه العبارة ينقلها أهل الفرق ومنهم الأشعرية الذين هم مرجئة ويقولون: تقول المرجئة كذا، لكن لم نجد أحداً قال بها، ولا نعلم لها قائلاً معيناً، فنقول: إن هذه العبارة كما وردت لا نعلم لها قائلاً معيناً، ولا يوردها أحد في كتابه إلا ويذمها، والمرجئة وإن كانوا ينكرون ذلك كـالأشعرية فإنهم يأتون بهذه العبارة ويذمونها، فربما تكون أحياناً وهماً، وربما أن يكونوا ظنوا أن المرجئ يقول هذا، وأرادوا القول أن الذي يقول كقولهم ليس بمرجئ، ثم بعد ذلك أصبح هذا القول وكأنه قول حقيقي يوجد في الواقع من يعتقد ذلك أو يتكلم به، وهذا باطل لا شك فيه، هذه هي الأمور التي رأى الشيخ أنه لا ينبغي أن تقع وهي كما يلي:
أولاً: لا يجوز وقوع العدوان والافتراق بسبب ذلك.
ثانياً: الحذر من أن يكون الإرجاء عند الفقهاء ذريعة إلى بدع أهل الكلام المذموم.
ثالثاً: أن يكون مؤدياً إلى ظهور الفسق والمعاصي.